فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة يس: آية 30]:

{يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (30)}.

.الإعراب:

{يا} للنداء والتحسّر {حسرة} منادى شبيه بالمضاف متحسّر به منصوب {على العباد} متعلّق بحسرة {ما} نافية {رسول} مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتي {إلّا} للحصر {به} متعلّق ب {يستهزئون}.
جملة: {يا حسرة على العباد} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما يأتيهم من رسول} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كانوا به يستهزئون} في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم أو فاعله.
وجملة: {يستهزئون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.البلاغة:

الاستعارة: في قوله تعالى: {يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ}.
والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف على حالهم المتلفهون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من اللّه تعالى على سبيل الاستعارة، في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه.

.[سورة يس: الآيات 31- 32]:

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (32)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام {كم} كناية عن عدد في محلّ نصب مفعول به مقدم {قبلهم} ظرف منصوب متعلّق بحال من القرون، {من القرون} تمييز كم {إليهم} متعلّق ب {يرجعون} المنفي.
جملة: {لم يروا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أهلكنا} في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يروا المعلّق ب {كم} الخبريّة- وقد تكون استفهاميّة-.
وجملة: {لا يرجعون} في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل {أنّهم إليهم لا يرجعون} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب {أهلكناهم} أي: أهلكناهم بأنّهم إليهم لا يرجعون أي: أهلكناهم بالاستئصال.
الواو عاطفة {إن} حرف نفي {كلّ} مبتدأ مرفوع، {لمّا} للحصر بمعنى إلّا {جميع} خبر المبتدأ مرفوع بمعنى مجموعون {لدينا} ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بجميع- أو ب {محضرون} وهو خبر ثان.
وجملة: {إن كلّ لمّا جميع} في محلّ نصب معطوفة على جملة أهلكنا.

.[سورة يس: الآيات 33- 35]:

{وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة، {آية} خبر مقدّم مرفوع للمبتدأ {الأرض} {لهم} متعلّق بنعت لآية {منها} متعلّق ب {أخرجنا} الفاء عاطفة {منه} متعلّق ب {يأكلون}.
جملة: آية لهم الأرض لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أحييناها} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أخرجنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أحييناها.
وجملة: {يأكلون} لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.
الواو عاطفة {فيها} متعلّق بمحذوف مفعول ثان و{جنّات} المفعول الأول {من نخيل} متعلّق بنعت لجنّات {فيها} الثاني متعلّق ب {فجّرنا} {من العيون} مثل فيها، ومن تبعيضيّة.
وجملة: {جعلنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.
وجملة: {فجّرنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.
اللام للتعليل {يأكلوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون، و الواو فاعل {من ثمره} متعلّق ب {يأكلوا} والضمير في ثمره يعود على المذكور من النخيل والأعناب {ما} اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على ثمره، الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة {لا} نافية.
والمصدر المؤوّل {أن يأكلوا} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {جعلنا}.
وجملة: {يأكلوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {عملته أيديهم} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {لا يشكرون} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيجحدون النعم فلا يشكرون.

.[سورة يس: آية 36]:

{سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)}.

.الإعراب:

{سبحان} مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب {كلّها} توكيد معنوي للأزواج منصوب {ممّا} متعلّق بحال من الأزواج، وكذلك {من أنفسهم مما} الثانية، {لا} نافية.
جملة: {نسبّح سبحان} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: {خلق} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {تنبت الأرض} لا محلّ لها صلة الموصول {ما} الأول.
وجملة: {لا يعلمون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما} الثاني.

.البلاغة:

فن التناسب: في قوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها}.
وفن التناسب: هو أن يأتي المتكلم في أول كلامه بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه، فإما أن يكون مجملا يحتاج إلى تفصيل، أو موجها يفتقر إلى توجيه، أو محتملا يحتاج المراد منه إلى ترجيح لا يحصل إلا بتفسيره وتبيينه، ووقوع التفسير في الكلام على أنحاء: تارة يأتي بعد الشرط، أو بعد ما فيه معنى الشرط، وطورا بعد الجار والمجرور، وآونة بعد المبتدأ الذي التفسير خبره، وقد أتت صحة التفسير في هذه الآية مقترنة بصحة التقسيم، واندمج فيهما الترتيب والتهذيب، فكان فيها أربعة فنون: فقد قدم سبحانه البنات، وانتقل على طريق البلاغة إلى الأعلى، فثنى بأشرف الحيوان وهو الإنسان ليستلزم ذكره بقية الحيوان، ثم ثلث بقوله: {وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ} فانتقل من الخصوص إلى العموم، ليندرج تحت العموم.

.[سورة يس: الآيات 37- 40]:

{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة، {آية لهم} {نسلخ} مثل نظيرها، {منه} متعلّق ب {نسلخ} الفاء عاطفة {إذا} فجائية.
جملة: آية لهم الليل لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {نسلخ} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {هم مظلمون} لا محلّ لها معطوفة على جملة نسلخ.
الواو عاطفة {الشمس} معطوف على الليل مرفوع، {لمستقرّ} متعلّق ب {تجري} بتضمينه معنى تنتهي {لها} متعلّق بمستقرّ {ذلك} مبتدأ خبره تقدير {العليم} نعت للعزيز مجرور.
وجملة: {تجري} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ذلك تقدير} لا محلّ لها تعليليّة.
الواو عاطفة {القمر} مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي أنزلنا- أو خلقنا- {منازل} مفعول به ثان منصوب بتضمين قدّرنا معنى صيّرنا، وذلك بحذف مضاف أي ذا منازل، {حتّى} حرف غاية وجرّ يكون ظرفا متعلّقا ب {قدّرناه} أي قدّرنا سيره في منازل.. وابن هشام يجعل الضمير في {قدّرناه} منصوبا على نزع الخافض، فثمة حرف جرّ محذوف أي قدّرنا له منازل، فمنازل مفعول به.
{كالعرجون} متعلّق بحال من فاعل عاد.
والمصدر المؤوّل {أن عاد} في محلّ جرّ ب {حتّى} متعلّق ب {قدّرناه}.
وجملة: {أنزلنا}.. {القمر} لا محلّ لها معطوفة على جملة آية لهم الليل.
وجملة: {قدّرناه} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {عاد} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
{لا} نافية مهملة {الشمس} مبتدأ مرفوع خبره جملة ينبغي {لها} متعلّق ب {ينبغي} {أن} حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل {أن تدرك} في محلّ رفع فاعل ينبغي.
الواو عاطفة {لا الليل} مثل لا الشمس، والخبر {سابق} {كلّ} مبتدأ مرفوع، {في فلك} متعلّق ب {يسبحون}.
وجملة: {لا الشمس ينبغي} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ينبغي} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الشمس}.
وجملة: {تدرك} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {لا الليل سابق} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا الشمس.
وجملة: {يسبحون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {كلّ}.

.الصرف:

{مظلمون} جمع مظلم أي داخل في الظلام، اسم فاعل من الرباعيّ أظلم، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
{العرجون} اسم جامد لعود النخلة أو عنقودها، وزنه فعلول بضمّ الفاء واللام وسكون العين بينهما.

.البلاغة:

1- الاستعارة: في قوله تعالى: {نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ}.
وأصل السلخ كشط الجلد عن نحو الشاة، فاستعير لكشف الضوء عن مكان الليل وملقى ظلمته وظله، استعارة تبعية مصرحة، والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر، فإنه يترتب ظهور اللحم على كشط الجلد وظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، ويجوز أن يكون في النهار استعارة مكنية، وفي السلخ استعارة تخييلية.
2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى: {حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}.
فقد مثل الهلال بأصل عذق النخلة، والعذق بكسر العين هو الكباسة والكباسة عنقود النخل، وهو تشبيه بديع للهلال، فإن العرجون إذا قدم دق وانحنى واصفر، وهي وجوه الشبه بين الهلال والعرجون، فهو يشبهه في رأي العين في الدقة لا في المقدار، والاستقواس والاصفرار، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فإن الطرفان وهما القمر والعرجون حسيان.

.الفوائد:

- حذف حرف الجر:
1- يكثر ذلك ويطرد مع أن و أن كقوله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} أي بأن ومثله {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ} أي بأن هداكم و{والَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي} أي بأن يغفر لي. {وأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ} أي لأن المساجد للّه {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ} أي بأنكم.
2- وجاء في غيرهما كما في الآية التي نحن بصددها {وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ} أي قدرنا له. {ويَبْغُونَها عِوَجًا} أي يبغون لها {إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ} أي يخوفكم بأوليائه.
3- وقد يحذف ويبقى الاسم مجرورا كقول القائل- وقد قيل له كيف أصبحت- خير أي بخير.
وقولهم بكم درهم أي بكم من درهم. ويقال في القسم اللّه لأفعلنّ.

.[سورة يس: الآيات 41- 44]:

{وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعًا إِلى حِينٍ (44)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {آية لهم} مرّ إعرابها، {أنّا} حرف مشبه بالفعل واسمه {في الفلك} متعلّق ب {حملنا}.
والمصدر المؤوّل {أنّا حملنا} في محلّ لها رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة: {آية لهم أنّا حملنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {حملنا} في محلّ رفع خبر أنّ.
الواو عاطفة {لهم} متعلّق ب {خلقنا} {من مثله} متعلّق بحال من ما- نعت تقدّم على المنعوت- وجملة: {خلقنا} في محلّ رفع معطوفة على جملة حملنا.
وجملة: {يركبون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
الواو عاطفة الفاء عاطفة {لا} نافية للجنس {صريخ} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب {لهم} متعلّق بخبر لا {لا} نافية، و الواو في {ينقذون} نائب الفاعل.
وجملة: {إن نشأ} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {نغرقهم} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {لا صريخ لهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {لا هم ينقذون} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا صريخ لهم.
وجملة: {ينقذون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
{إلّا} للاستثناء {رحمة} منصوب على الاستثناء المنقطع {منّا} متعلّق برحمة {إلى حين} متعلّق ب {متاعا}.

.الصرف:

{صريخ} صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى فاعل أي مستغيث، وقد يأتي على معنى المفعول أيضا.

.البلاغة:

سلامة الاختراع: في قوله تعالى: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ} إلى قوله تعالى: {وَمَتاعًا إِلى حِينٍ} وسلامة الاختراع هي: الإتيان بمعنى لم يسبق إليه. فإن نجاتهم من الغرق برحمة منه تعالى هي في حد ذاتها متاع يستمتعون به، ولكنه على كل حال إلى أجل مقدر يموتون فيه لا مندوحة لهم عنه، فهم إن نجوا من الغرق فلن ينجوا مما يشبهه أو يدانيه، والموت لا تفاوت فيه.